فلج دن
وجد لدي الكثير من الفضول وتتملكني رغبة جامحة لاستكشاف كل ما هو جديد وعجيب...
مضت فترة ليست بالبسيطة وأنا أسمع الكثير عن فلج (دن) وكثيرا ما يتردد في اسماعي المقولة ..فلج دن سبع لنا و سبع للجن..واصيغت حوله مخلف الروايات الاشاعات تتراوح بين مصدق ومكذب .وكل يحلل الموضوع بطريقته الخاصة.
بداية الرواية ان هذا الفلج ياتي أسبوع ويختفي أسبوع ويقع بين ولايتي عبري وبهلا في بلدة صغيرة تسمى معول..والتفسير الشائع ان الجن هم من يستخدموا الفلج أسبوع ويعطوه لاصحاب القرية في الأسبوع التالي
ولكن قد يحتاجه اهل القرية في غير يومهم فيطلبوه من شيخ الجن ويسمى الشيخ وضاح...
على كل ونتيجة للفضول الزائد لدي ورغبة في استكشاف الحقيقه شددت رحالي لاسير اغوار الموضوع واقف على حقيقته
واكتشفت العجب
حقائق لايمكن انكارها..لاني رايتها بام عيني قبل حوالي السنة من الان
اصطحبنا احد الاخوة من ولاية بهلا لمعرفته بالمكان..وبناءا على ما يشاع اتجهنا وعددنا اربعه الى راس الفلج الذي ينبع من جبل صم..وطلبنا من الشيخ وضاح الماء بحجة الوضوء للصلاة فنحن غرب عن المكان حيث لم يكن بمجرى الفلج ماء..
ولكن بدون فائدة ـ ما وجبنا ـ . وكررنا ا لطلب ونفس النتيجة..
فرجعنا ادراجنا نجر اذيال الخيبة لولا ان صادفنا عجوز يبدو في الستينات من عمره يسكن قرب الفلج ..وبعد المنشود والقهوة ـ والنعم بالرجال ـ استرسل بثقة يقص لنا حقيقة الفلج وما يقال عنه.
يقول بداية في الماضي وكما تعلمون ان القبائل العمانية ترحل من مكان لآخر جريا وراء الماء..وكان الماء هنا كثيرا ـ الكلام للراوي ـ والناس يستسقون من الماء اسفل الفلج ..الا ان امراة لم يكفها الماء اسفل الفلج فاتجهت الى رأس الفلج لتزداد من الماء
....فاختفت وكانت من قبيلة المقرشي
وبدا جماعتها البحث بدون فائدة فسألوا عنها البصار فقيل لهم/ ان الجن اخذوها ولكن كزوجة لاحدهم فانتم الآن انساب الجن ـ شماج ـ .
ورضوا بالواقع والكلام هنا للراوي ـ وكان الجن لا ياتوا بالماء الا اذا طلبه احد افراد قبيلة المقرشي من شيخهم انذاك وضاح..وتوفي وضاح ولكن يطلق الناس على كل شيخ للجن اسم وضاح ..يقول ان الجن لا يضرونهم بل هم مسلمين ويسا عدوهم اذا احتاجوا للماء في غير يومهم لبعض الضروريات كحريق او تغسيل ميت.
بعدها حاول احد العلماء تقريبا من ازكي قبيلته راشدي ان ينهي مهزله الجن وتقسيمهم للفلج بحيث يكون الفلج بشكل دائم لاصحاب لقرية..
وذهب الى مسجد قرب لفلج ـموجود الى وقت الزيارة ـ وبدا يقرا ويقرا.. وبدا الجن يتخذون اشكالا مخيفة وياتون نحوة ..وشيئا فشيئا بدا يفقد الثقة وتسلل الخوف الى داخله مهوب..وجد ميتا على بعد عشرات الامتار من المسجد ..
ثم قال لنا / لقد اتيتم من مكان بعيد وساصتحبكم الى راس الفلج واطلب من لشيخ ان ياتيك
م بالماء ـ يوجبكم ـ .عل وعسى..
وعندما وصلنا قال له باللهجة العامية ـ الشيخ وضاح جايينك عرب وقبائل من مكان بعيد..من الشرقية واذا فيك خير جيبلهم الماي طالبينك طلبه ـ .
المهم لم يكد يتم كلامه الى والماء يتدفق شيئا فشيئا من ذلك الجبل الصم الى ان اكتمل..
وهنا صدقت ما يحاك حوله من اقاويل بانه ليس نسج خيال بل واقع وحقيقه..الا انا علمنا بعدها ان الكثيرين طلبوه الماء ولم يات به ..فسبحان الله..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق